الإمارات العربية تمثل رأس الحربة كأداة تنفيذية لتحالف "مسار أبراهام"

الأربعاء - 6 أكتوبر 2021

في الحلقة الثانية من دراسته حول "الإبراهيمية الجديدة"، يكشف "مركز إنسان للإعلام" أن السلام الإبراهيمي، الذي تشكل اتفاقات أبراهام التطبيعية نواة تنفيذه، هو مشروع استعماري جديد يهدف إلى خلق شرق أوسط يخضع بالكامل لدولة الاحتلال الصهيوني، وأن دولة الإمارات العربية تمثل رأس الحربة لتنفيذ هذا المشروع، ضمن تحالفها مع الكيات الصهيوني وأمريكا لتنفيذ المشروع.

ووفق الباحثة الدكتورة، هبة جمال الدين، مدرس العلوم السياسية بمعهد التخطيط القومي في مصر، فإن هذا المشروع الأمريكي الصهيوني، يعتمد على قراءة مغايرة للنصوص الدينية التوراتية، تعتبر أن الشعوب الأصلية (اليهود وغيرهم من السكان السابقين) هى أساس المناطق التي يمر بها "مسار إبراهيم"، وتم تهجيرهم قسريا، وبالتالى حسب المفهوم الإبراهيمي لتحقيق السلام العالمى، يتم إعادة الشعوب الأصلية إلى أرضها، وإجبار الدول الحالية على تمكين هذه الشعوب من إدارة اقتصاد هذه الدول!.

وهذه الشعوب الأصلية يتم تحديدها حسب بنود اتفاقية تم تدشينها في الولايات المتحدة عام 1990، جوهرها مخطط كبير لإنشاء ما يسمى بـ"الولايات المتحدة الإبراهيمية"، وهي دولة فيدرالية موعودة، تشمل مجمل الدول العربية في الشرق الأوسط و"إسرائيل" وإيران وتركيا، وحتى المغرب العربي، أي أنها أكثر اتساعاً حتى من "حدود النيل إلى الفرات"، على أن تكون القيادة الفيدرالية لـ"إسرائيل"، وتكسب شرعية ذلك من امتلاكها التكنولوجيا الضرورية لاستخدامها في جهود تطوير الشرق الأوسط، وتساعدها في ذلك تركيا لقدرتها على استيعاب المعارضة الإسلامية "الإخوانية"- كما ورد بمقال للباحث الفلسطيني أليف صباغ - التي قد تعارض القيادة الإسرائيلية للمشروع.

و تعتمد د. جمال الدين في دراستها هذه على الوثائق الأمريكية الموجودة في جامعات هارفارد وفلوريدا وبنسلفانيا ومصادر أخرى عديدة. وفي هذا السياق، تقول جمال الدين إن جامعة هارفارد أصدرت وثيقة بهذا الخصوص سميت "مسار إبراهيم" في العام 2013، وتبعتها جامعة فلوريدا، وتناولت وثيقتها مشروع "الاتحاد الفيدرالي الإبراهيمي" في العام 2015.

من هنا، يتضح لنا أننا أمام مشروع أكبر بكثير من "سلام" بين "إسرائيل" والإمارات والبحرين؛ البلدين اللذين لم يحاربا "إسرائيل" يوماً، وكذلك السودان والمغرب، وأن "صفقة القرن" هي مشروع استراتيجي تاريخي فعلاً، إذا ما نجح في ترسيخ أسسه على أرض الواقع.

وتتناول الحلقة الجديدة التي ينشرها المركز، اليوم الأربعاء، الخطوات التي تم اتخاذها لتمهيد الطريق أمام تنفيذ هذا المشروع، ومدى واقعية هذا المشروع وقابليته للتحقق على أرض الواقع، وهل يمكن فعلا أن تمثل "الإبراهيمية الجديدة" وصفة ناجعة لبقاء الكيان الصهيوني وتمدده -ككيان غريب- في محيط إقليمي يرفض وجوده؟

لقراءة التفاصيل اضغط هنا